إنّ الدراسات الجامعیّة لیست هدفاً فی حدّ ذاتها خلافاً لما یظنّه الکثیر من الطلّاب والتلامیذ. فالذین یستکملون هذه الدراسات ویحصلون على شهادة ماجستیر أو الدکتوراه لا یصبحون علماءَ بالضرورة بل قد یون فی أفضل الحالات باحثین وقادرین على طلب العلم واستخراج دقائقه من مظانّه. إذن نستطیع القول أن التخرّج فی الجامعة ولیس من الجامعة- هو بدایة الطریق لمن یرید أن ی عالماً أو طالبَ علم. ولکنّ المعاییر والموازین انقلبت فی أعین کثیر من الآباء والأمّهات وحتّى عند الطلّاب أنفسهم، فأصبحت هذه الدراسات هدفاً رئیساً فی حیاتهم یبذلون فی سبیل الحصول علیها الغالی والنفیس ویقضون أفضل أیّام شبابهم خلف قضبان الجامعات! ویتر ورائهم جمیع فرص العمل وحتّى الاستمتاع بملذّات الحیاة وما إن یتخرجوا حتّى یستیقظوا من سباتهم العمیق ویواجهون شتّى مشاکل الحیاة ویجدون أنفسهم فی مجتمع لا یقبل منهم إلّا العمل والقدرة على جمع المال والتنافس فی ذلک ولا یُعیر أیَّ اهتمام للدراسات العلمیّة والجامعیّة إن لم تساعد على توفیر المال والحصول على لقمة عیش کما یقولون. فلا خیر فی دراسات یُفنى فی سبیلها العمر ولا یُجنى منها إلا التّعب .

 

مختار حسامی - 08/01/1439



مشخصات

آخرین جستجو ها